إله إلا الله دخل الجنة" (١)، وفي رواية: "حرمه الله على النار (٢)، وتُوفي ﵀.
ويروى عن عبد الله بن شُبْرُمة (٣) أنه قال: دخلت مع عامر الشّعبي (٤) على مريض نعوده فوجدناه (٥) لُمّا (٦) به ورجل يلقنه الشهادة يقول له: قل لا إله إلا الله وهو يكثر عليه، فقال له الشعبي: ارفق به، فتكلم المريض وقال: إن تلقني أو لا تلقني فإني لا أدعها، ثم قرأ: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا﴾ [الفتح: ٢٦]، فقال الشعبي: الحمد لله الذي أنجا صاحبنا هذا (٧).
وقيل للجنيد (٨)﵀ عند موته: قل لا إله إلا الله، قال (٩): ما نسيته فأذكره (١٠).
قلت (١١): لا بد من تلقين الميت، ويذكره الشهادة وإن كان على غاية من
(١) تقدم ص (١٧٨) أن الحديث من رواية أبي داود في السنن، وأشار الحاكم في مستدركه بعد أن أورد هذا الحديث إلى حكاية أبي زرعة ١/ ٦٧٨، ح ١٨٤٢. (٢) روى الطبراني في الكبير نحوه ١٨/ ٢٧، ح ٤٦. (٣) عبد الله بن شُبُرُمة، فقيه العراق، أبو شبرمة، حدّث عن أنس بن مالك، والشعبي والحسن البصري وغيرهم، وحدث عنه الثوري وابن المبارك وغيرهم، توفي ١٤٤ هـ، السير ٦/ ٣٧٤. (٤) عامر بن شراحيل، الإمام، أبو عمر الهمداني ثم الشعبي، توفي سنة ١٠٤ هـ، السير ٤/ ٢٩٤. (٥) في (ع، ظ): فوجدنا عليه لما به. (٦) الإلمام: النزول، وألمّ به أي نزل به - الموت - الصحاح ٥/ ٢٠٣٢. (٧) ذكره أبو محمد عبد الحق في كتابه العاقبة ص (١٣٦). (٨) الجنيد بن محمد بن الجنيد أبو القاسم الخزاز، ويقال القواريري، له وعظ وكلام على لسان الصوفية، مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين (٢٩٨ هـ)، تاريخ بغداد ٧/ ٢٤١. (٩) في (ع، ظ): فقال. (١٠) ذكره أبو محمد في كتابه العاقبة ص (١٣٤)، إن صحت الرواية عن الجنيد كان الأولى أن يشكرَ مَن لقنه كلمة التوحيد - ما دامت فيه قوة على الرد والكلام؛ لأن الملقن امتثل فيه أمر النبي ﷺ: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله"، ويحتفظ الجنيد في نفسه بعدم نسيانه لربه تعالى، وعبارة المصنف بعد كلام الجنيد تتضمن الرد عليه. (١١) من هذا الموضع إلى قوله: كل عضو على حياله، ليس في (ع، ظ).