ظاهرَ الدَّم مع كِبَر السِّن، يُؤثر لباسَ البُرُود النُّوبيَّة والخُضر، ويُكثر الاستمتاع، له أربعُ زوجاتٍ يقسمُ لهنّ، ولا يخلو -مع ذلك- من سُرِّيَّة. وكان يُكثر أكلَ الدُّيوك الكِبَار، تُشترى له وتُسمَّن وتُخصى.
قال الحافظ أبو علي النَّيسابوري: حدَّثنا الإِمامُ في الحديث بلا مُدافَعَةٍ أبو عبد الرحمن النَّسائي (١).
وقال أبو طالب أحمدُ بنُ نَصْر الحافظ: مَنْ يَصْبِر على ما يَصْبِرُ عليه النسائي؟ ! عنده حديثُ ابنِ لَهِيعةَ ترجمةً ترجمة -يعني عن قُتيبة عنه- فما حدَّث بها (٢).
وقال الدَّارقطني: أبو عبد الرَّحمن مقدَّمُ على كلِّ منْ يُذكر بهذا العلم من أهل عَصْره. قال: وكان ابنُ الحدّاد أبو بكر الشّافعي كثيرَ الحديث ولم يحدِّثْ عن غير النَّسائي، وقال: رضيتُ به حجَّةً بيني وبينَ اللَّه (٣).
وقال ابنُ طاهر: سألتُ سعدَ بنَ عليٍّ الزَّنْجاني عن رجل، فوثَّقه، فقلت: قد ضَعَّفه النَّسائي، فقال: يا بُنيّ! إنَّ لأبي عبد الرحمن شَرْطًا في الرِّجال أشدَّ من شرط البخاري ومسلم (٤).
وقال الدَّارقطني: خَرَجَ حاجًّا، فامتُحِنَ بدمشقَ وأدركَ الشهادة، فقال: احمِلُوني إلى مكَّة، فحُمل وتُوفي بها، وهو مدفونٌ بينَ الصَّفا