المحدِّث تبحرًا زاد به عجبًا وتحيرًا، وكلما رأى الحافظ فيه وشيًا محبَّرًا زاد بمطالعته إعجابًا وتبخترًا، ومهما رام الناقد له تفتيشًا وتتبعًا أعياه ذلك وانقلب خاسئًا متفكرًا.
وقال: عَزَّ والله وجودُ من يعرف مقداره، وعدم نظير مصنِّفه.
وذكره الحافظ عَلَمُ الدِّين في "معجم" شيوخه فقال: قرأ الكثير، ولازم ذلك مع معرفته بالعربية واللُّغَة والتَّصْريف، وسمع من جماعة من شيوخنا بالشَّام وديار مِصْر، وروى الكثير، وله سَمْتٌ حسن، واقتصاد، وفيه تواضع وحِلْم وعَدَمُ سرٍّ (١)، وولي مشيخه دار الحديث الأشرفية، وصار أحدَ أئمة الحديث الموصوفين بالحِفْظ والإِتقان، وصحة النَّقْل، وضَبْط الأسماء والأنساب، وتحقيق الألفاظ، ومعرفة التّواريخ، والتثبُّت والثِّقَة والصِّدْق، وكان النَّاس يرجعون إلى قوله، ويعتمدون على ضبطه ونقله، واعترف له بالتقدُّم في الوقتِ حُفَّاظ مِصْر والشَّام (٢).