وعملَ ابنُ دُرَيدٍ قصيدةً يقولُ فيها:
إنَّ المَنيَّةَ لم تُتْلِفْ بهِ رَجُلًا ... بَلْ أَتْلَفَتْ عَلَمًا للدِّينِ مَنْصُوبا
كانَ الزَّمانُ بهِ تَصْفُو مَشارِبُهُ ... والآنَ أَصْبَحِ بالتَّكْدِيرِ مَقْطُوبا
كَلَّا وأيَّامُهُ الغُرُّ التي جَعَلَتْ ... للعِلْمِ نُورًا وللتَّقوى مَحَاريبا
أَوْدى أبو جَعْفرٍ والعِلْم فاصْطَحَبا ... أعْظِمْ بِذا صَاحِبًا إذْ ذاكَ مَصْحُوبا
وَدَّتْ بِقاعُ بلادِ اللَّهِ لو جُعِلَتْ ... قَبْرًا لهُ فَحَباها جِسْمُهُ طِيبا (١)
٦٩٧ - الفَرْهَيَاني *
الإمامُ الحافظ، أبو محمد، عبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن سَيَّار، أحدُ علماءِ العَجم.
سمع: قُتيبة، وهشام بنَ عمّار، ودُحَيمًا، ومحمدَ بنَ وزير، وأبا كُريب، وعبدَ الملكِ بنَ شُعيب بن الليث بن سعد، وطبقتهم بعدَّة مدائن.
روى عنه: محمدُ بنُ الحسن النَّقَّاشُ المقرئ، وابنُ عدي، والإسْمَاعيلي، وبشرُ بنُ أحمد الإِسْفَراييني، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وغيرهم.
قال ابن عدي: كانَ رفيقَ النَّسائي، وكان ذا بصرٍ بالرِّجال، وكان
(١) الأبيات في "ديوان ابن دريد" ص ٦٧ - ٦٩، وانظر أيضًا "تاريخ بغداد" ٢/ ١٦٧ - ١٦٩.* معجم البلدان: ٤/ ٢٥٨، اللباب: ٢/ ٤٢٧، تذكرة الحفاظ: ٢/ ٧١٦، سير أعلام النبلاء: ١٤/ ١٤٦ - ١٤٧، طبقات الحفاظ: ص ٣٠٨، شذرات الذهب: ٢/ ٢٣٥.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute