"لَمَّا قضى اللهُ الخلقَ كتب في كتابٍ، فهو عنده فوق العرشِ: إن رحمتي سبقتْ غضبي"(١)(٢).
ثم قال:{لَيَجْمَعَنَّكُمْ} اللام فيه لام القسم، والنون نون التأكيد (٣)، مجازه: والله، ليجمعنكم في قبوركم (٤){إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}: (يعني: في يوم القيامة، إلى بمعنى: في، وقِيل: معناه: ليجمعنكم في قبوركم إلى يوم القيامة)(٥).
{لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}: غبنوا، و (الذين) في موضع نصب، مردود على الكاف والميم، في قوله:{لَيَجْمَعَنَّكُمْ} ويجوز أن يكون رفعًا؛ على الابتداء، وخبره:{فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}(٦).
(١) جاء على هامش نسخة (ت): (وقيل: كتابها عليه في اللوح المحفوظ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما قضى الله الخلق كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي". وفي بعض طرق "الصحيح ": (سبقت غضبي). "رموز كنوز". اهـ. (٢) [١٣٤٥] الحكم على الإسناد: رجاله ثقات ما عدا شيخ المصنف لم يذكر برجح أو تعديل. التخريج: أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب التوحيد، باب {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} (٧٤٥٣)، ومسلم في "صحيحه" كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله، وأنها سبقت غضبه (٢٧٥١). (٣) في (ت): التوكيد. (٤) ليست في (ت). (٥) من (ت). (٦) "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب ١/ ٢٤٦، "التبيان" لأبي البقاء العكبري ١/ ٢٣٨.