وقال ابن المدينى قلت ليحيى: أبو الأشهب أحب إليك أم جرير بن حازم؟
قال: ما أقربهما، ولكن كان جرير أكرمهما، وكان يهم فى الشئ (١).
٨٧ - يزيد بن هارون (٢)
= عبد القدوس بن محمد، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام وجرير بن حازم قالا: حدثنا قتادة عن أنس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجم فى الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين". قال أبو عيسى: وفى الباب عن ابن عباس ومعقل بن يسار، وهذا حديث حسن غريب. ذكره ابن عدى فى الكامل فى الضعفاء فى ترجمة "جرير بن حازم" من طريق: حدثنا محمد، حدثنا الهيثم عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجم ثلاثًا محجمين فى الأخدعين ومحجمة فى الكاهل. قلت: وأطراف الحديث فى: طبقات ابن سعد (١/ ٢ / ١٤٥)، كنز العمال (٢٨٤٨٤)، تاريخ البخارى الكبير (١/ ٢٦٨)، الحاكم فى المستدرك (٤/ ٢١٠)، الألبانى فى الصحيحة (٩٠٧). (١) انظر الترجمة. (٢) يزيد بن هارون بن زاذان الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو خالد السلمى مولاهم الواسطى الحافظ. قال الذهبى: كان رأسًا فى العلم والعمل ثقة حجة كبير الشأن، مولده فى سنة ثمان عشرة ومائة، يقال إن أصله من بخارى. قال على بن المدينى: ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون. وقال يحيى بن يحيى التميمى: هو أحفظ من وكيع. وقال أحمد بن حنبل: كان يزيد حافظًا متقنًا. وقال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد كتابًا قط ولا حدثنا إلا حفظًا. وقال على بن شعيب: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فخر، وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث لا أسأل عنها. قال الذهبى معلقًا: لأنه أكثر إلى الغاية عن محدثى الشام: ابن عياش، وبقية. وكان ذلك نازلاً عنده. وإنما حسن سماع ذلك من أصحابهما فى أيام أحمد بن حنبل. قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟ قال: نعم، ما كان أذكاه وأفهمه وأفطنه. قال أبو حاتم الرازى: يزيد ثقة إمام، لا يسأل عن مثله. وروى عمرو بن عون عن هشيم، قال: ما بالمصرين مثل يزيد بن هارون. وقال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما دلست حديثًا قط إلا حديثًا واحدًا عن عوف الأعرابى، فما بورك لى فيه. قال أحمد العجلى: يزيد بن هارون ثقة ثبت متعبد حسن الصلاة جدًا، يصلى الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل قال: وكان قد عمى. قال أحمد بن سنان: كان يزيد وهشيم معروفين بطول صلاة الليل والنهار.=