مسلم بن خالد الزنجى (١)، عن زيد بن أسلم (٢)، عن عبد الرحمن البيلمانى (٣) قال: كنت بمصر، فقاك لى رجل: ألا أدلك على رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: بلى. قال: فأشار لى إلى رجل فأتيته. فقلت: من أنت يرحمك الله؟
قال: سرق. قلت: سبحان الله ينبغى لك أن تتسما بهذا الاسم وأنت رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمانى فلن أدع ذلك أبدًا. فقلت: لم سماك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُرّق؟ .
فقال: قدم رجل من أهل البادية ببعيرين له يبيعهما فابتعتهما منه، ثم دخلت منزلى، فخرجت والأعرابى مقيم فأخذنى وقدمنى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره الخبر، فقال لى:"ما حملك على ما صنعت؟ " فقلت: قضيت بينهما حاجتى يا رسول الله فقال: "اقضه".
فقلت: ليس عندى فقال: "أنت سُرق اذهب يا [١٦/ب] قبعة حتى تستوفى حقك". قال: فجعلوا يسومونه بى فيقول ماذا تريدون.
فيقولون: ماذا نريد، نريد أن نفتديه منك. فقال:"والله إن منكم أحد أحوج إلى الله منى فقد أعتقتك"(٤).
(١) مسلم بن خالد الزنجى: قال ابن حجر فى تقريب التهذيب (٢/ ٢٤٥): مسلم بن خالد المخزومى مولاهم المكى، المعروف بالزنجى فقيه صدوق، كثير الأوهام، من الثامنة. أخرج له أبو داود، وابن ماجه. (٢) زيد بن أسلم العدوى: مولى عمر أبو عبد الله، أو أبو أسامة المدنى: ثقة عالم، وكان يرسل، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين، أخرج له الجماعة. التقريب (١/ ٢٧٢). (٣) عبد الرحمن البيلمانى: مولى عمر، مدنى، نزل حران، ضعيف من الثالثة. التقريب (١/ ٤٧٤). (٤) قال البيهقى فى السنن الكبرى (٦/ ٥٠): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الوليد الفقيه. (ح) وأنبأ أبو عبد الله الحافظ، حدثنا على بن عيسى الحيرى قالا: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الصمد بنٍ عبد الوارث، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، حدثنا زيد بن أسلم قال: رأيت شيخا بالإسكندرية يقال له: سرق فقال: اسم سمانيه الحديث. وقال: وبمعناه رواه عبد الرحمن، وعبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيهما أتم. ورواه مسلم بن خالد الزنجى .... الحديث، وقال: قال الإمام أحمد: ورواه شيخنا فى المستدرك (٢/ ٥٤). فيما نقرأ عليه عن أبى بكر بن عتاب العبدى، عن أبى قلابة، عن عبد الصمد، عن عبد الرحمن، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلمانى، قال: رأيت شيخنا فى الإسكندرية. فذكره أتم من حديث ابن بشار، ومدار حديث سرق على هؤلاء، وكلهم =