وفي «الصّحيحين» أيضا، أنّ الأشعريّين أرسلوا أبا موسى الأشعريّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله الحملان لهم في جيش العسرة، وهي غزوة (تبوك) ، فقال:«والله لا أحملكم على شيء» ، أي:
لا أجد شيئا أحملكم عليه- كما في الرّواية الآخرى- فرجعوا يبكون، فأنزل الله فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ [سورة التّوبة ٩/ ٩٢] . ثمّ إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ابتاع ستّة أبعرة فأرسل بها إلى أبي موسى، فقال:«خذها فانطلق بها إلى أصحابك» . ومضى صلى الله عليه وسلم بسبيله «٢» .
[مرور النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالحجر]
وفي «الصّحيحين» ، أنّه صلى الله عليه وسلم لمّا مرّ بالحجر- ديار ثمود- قال لأصحابه:«لا تدخلوا مساكن الّذين ظلموا أنفسهم، أن يصيبكم ما أصابهم إلّا أن تكونوا باكين» ، ثمّ قنّع رأسه- أي: غطّاه-
(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٢٦٨٤) . عن أنس بن مالك رضي الله عنه. (٢) أخرجه البخاريّ، برقم (٤١٥٣) . ومسلم برقم (١٦٤٩/ ٨) . عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه.