وكذلك يعصي من أقام ببلد البدع والمنكر، الّذي لا يقدر على تغييره فيها، أو بأرض غلب عليها الحرام، فإنّ طلب الحلال فرض على كلّ مسلم.
[إسلام حمزة وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما]
وفي السّنة السّادسة: أسلم سيّدنا حمزة بن عبد المطّلب، عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ أسلم بعده سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما. فعزّ بإسلامهما الإسلام والمسلمون.
وفي «صحيح البخاريّ» ، عن/ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: لمّا أسلم عمر اجتمع النّاس عند داره، وقالوا: صبأ عمر، وأنا غلام فوق ظهر البيت، فجاء العاص بن وائل، وقال:
أنا له جار. فتفرّقوا «١» .
[المقاطعة وحصر قريش لبني هاشم]
وفي أوّل ليلة من المحرّم من السّنة السّابعة: اجتمعت قريش بخيف بني كنانة؛ وهو:(المحصّب)«٢» ، فتقاسموا «٣» على الكفر، كما في «صحيحي البخاريّ ومسلم» وذلك أنّهم تعاهدوا
(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٦٥٢) . صبأ: خرج من دين إلى دين غيره. أنا له جار: أي أجرته من أن يظلمه ظالم. (٢) خيف بني كنانة والمحصّب والحصبة والأبطح والبطحاء: اسم لشيء واحد. وأصل الخيف: كلّ ما انحدر عن الجبل وارتفع عن المسيل. (أنصاريّ) . (٣) تقاسموا: أقسموا فيما بينهم.