وأمّا عبد مناف: فكان يسمّى قمر البطحاء لصباحته، وهو الّذي قام مقام أبيه قصيّ بالسّيادة وسقاية الحاج، وقام أخوه عبد الدّار بسدانة البيت والرّفادة- أي: إطعام الحجيج في (دار النّدوة) الّتي بناها قصيّ- وأخوه عبد العزّى بالات الحرب من السّلاح والكراع «١» ، بوصيّة إليهم من أبيهم قصي.
[خبر قصيّ:]
وأمّا قصيّ: فكان يسمّى مجمّعا، لأنّه أوّل من جمع قريشا من البوادي إلى سكنى (مكّة) ، وأخرج خزاعة منها، وفيه يقول الشّاعر، [من الطّويل]«٢» :
أبوكم قصيّ كان يدعى مجمّعا ... به جمع الله القبائل من فهر
وذلك أنّ سيّد خزاعة شرب ليلة مع جماعة فنفد شرابه، فقال:
من يشتري منّي سدانة البيت بزقّ خمر «٣» ، فاشتراها قصي وأشهد
(١) الكراع: اسم يجمع الخيل والسّلاح. (٢) هو من قول حذاقة بن جمح. (ابن هشام، ج ١/ ١٢٦) . (٣) الزّقّ: وعاء من جلد يجزّ شعره ولا ينتف، للشراب وغيره.