وبلغ في الكرم مبلغا عظيما حتّى إنّه كان يطعم الوحش والطّير، فينحر لها في رؤوس الجبال، وكان إذا وقع القحط جمع أهل (مكّة) وأمر الموسرين منهم/ بالإنفاق على فقرائهم، حتّى يأتي الله بالغيث.
ثمّ إنّه وفد (الشّام) على قيصر فأخذ منه كتابا بالأمان لقريش، وأرسل أخاه المطّلب إلى (اليمن) ، فأخذ من ملوكهم كتابا أيضا، ثمّ أمر تجّار قريش برحلتي الشّتاء والصّيف، فكانوا يرحلون في
(١) أي عندما كان حملا في بطن أمّه. (٢) من قول عبد الله بن الزبعرى. (٣) المسنتون: الّذين أصابتهم السّنة، وهي الجوع والقحط. العجاف: الضّعف والهزال. (ابن هشام، ج ١/ ١٣٦) .