وفي «صحيح البخاريّ ومسلم» ، أنّه صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ (مكّة) حرّمها الله ولم يحرّمها النّاس، فلا يحلّ لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له: إنّ الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنّما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلّغ الشّاهد منكم الغائب» «٢» .
أمّا غزوة حنين: فإنّه صلى الله عليه وسلم لمّا فرغ من الفتح بلغه أنّ هوازن أقبلت لحربه في أربعة آلاف، عليهم مالك بن عوف النّصريّ- بمعجمة- فأجمع صلى الله عليه وسلم على المسير إليهم، وأرسل إلى صفوان بن أميّة ليستعير منه السّلاح، وكان صفوان لمّا عرض عليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم الإسلام، قال: أمهلني شهرا أرى فيه رأيي، قال:«قد أمهلتك أربعة أشهر» ، وكان عنده مئة درع، فقال: أغصبا يا محمّد؟
(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ، ج ٢/ ١١. والتّرمذيّ، برقم (٣٢٧٠) . عن ابن عمر رضي الله عنهما. (٢) أخرجه البخاريّ، برقم (١٧٣٥) . ومسلم برقم (١٣٥٤/ ٤٤٦) . عن أبي شريح العدويّ رضي الله عنه.