[شماتة أهل مكّة بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه]
ولمّا انهزم المسلمون شمت بهم كثير من مسلمي الفتح «١» ، فقال أخ لصفوان بن أميّة من أمّه «٢» : اليوم بطل سحر محمّد، فقال له صفوان: اسكت، فضّ الله فاك- أي: كسره الله- فو الله لأن يربّني- أي: يسودني- رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن.
[محاولة شيبة قتل النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ إسلامه]
وعن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدريّ رضي الله عنه قال:
استدبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم (حنين) لأقتله، فأطلعه الله على ما في نفسي، فالتفت إليّ، فضرب بيده على صدري، وقال:«أعيذك بالله يا شيبة»«٣» .
فارتعدت فرائصي، فرفع يده، وهو أحبّ إليّ من سمعي وبصري، وقلت: أشهد أنّك رسول الله، وأنّ الله قد أطلعك على ما في نفسي.
[سريّة أوطاس]
وأمّا بعث أبي عامر الأشعريّ إلى (أوطاس) ، وكانت هوازن قد خرجت معها بأهليها وأموالها، فلمّا انهزموا انحاز منهم طائفة
(١) كانوا حديثي عهد بالإسلام. (٢) وهو: كلدة بن الحنبل. (٣) أخرجه البيهقيّ في «الدّلائل» ، ج ٥/ ١٤٥. بنحوه.