[المطلب الرابع: الأدلة والمناقشة، وفيه ثلاث مسائل]
المسألة الأولى: أدلة القائلين بتحريم الصور المجسمة لذي النفس:
استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:
١/ قوله -صلى الله عليه وسلم-: «كل مصوّر في النار … »(١)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون»(٢)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون، فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم»(٣)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله»(٤)، وقول علي -رضي الله عنه- لأبي الهياج الأسدي: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ «أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته»(٥)، وغيرها من الأحاديث.
وجه الاستدلال:
- في هذه الأحاديث وعيد صريح عام لكل مصوّر، وخُص بالنصوص
(١) أخرجه مسلم (٢١١٠)، من حديث عبدالله بن عباس، وهو في البخاري (٢٢٢٥) بلفظ: «من صوّر صورة، فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبداً». (٢) متفق عليه، أخرجه البخاري (٥٩٥٠)، ومسلم (٢١٠٩)، من حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-. (٣) متفق عليه من حديث عائشة، وبنحوه من حديث ابن عمر -رضي الله عنهم-، أخرجهما البخاري (٢١٠٥)، (٥٩٥١)، ومسلم (٢١٠٧)، (٢١٠٨). (٤) متفق عليه من حديث عائشة، البخاري (٥٩٥٤)، ومسلم (٢١٠٧)، وفي لفظ لمسلم: «الذين يُشبِّهون بخلق الله». (٥) أخرجه مسلم (٩٦٩)، وفي لفظ له: «ولا صورة إلا طمستها».