القبضة لغة: مصدر قبض يقبض قبضاً، والقبض ضد البسط (١)، ومنه قول الله:{وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ}(٢)، وقوله:{صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ}(٣)، ويدل القبض: على التجمع في الشيء، وعلى شيء مأخوذ، و على جمع الكف على الشيء (٤)، (والقبضة: ما أخذت بجمع كفك كله، فإذا كان بأصابعك فهي القبصة)(٥)، ومنه قوله تعالى:{فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ}(٦)، أي:(أخذت ملء كفي من تُرَاب موطئ فرس جِبْرِيل -عليه السلام- (٧).
والقبضة في الاصطلاح لا تختلف عن القبضة في اللغة وقرّبها بعضهم بأنها:(أربع أصابع مضمومة)(٨)، والقبضة من المقادير التي يُقدّر بها في مواضع يسيرة في الفقه منها: الأخذ من اللحية، وفي بعض مواضع الإطعام كما روي عن عمر، وابنه عبدالله -رضي الله عنهم- في صيد المحرم للجراد بأن فيه:(قبضة من طعام)(٩).
(١) انظر: مقاييس اللغة (٥/ ٥٠). (٢) من الآية (٢٤٥) من سورة البقرة. (٣) من الآية (١٩) من سورة الملك. (٤) انظر: مقاييس اللغة (٥/ ٥٠)، لسان العرب (٧/ ٢١٣ - ٢١٤). (٥) لسان العرب (٧/ ٢١٤). (٦) من الآية (٩٦) من سورة طه. (٧) غريب القرآن للسجستاني ص (٣٧٦ - ٣٧٧). (٨) حاشية ابن عابدين (١/ ١٩٦)، وانظر: أسنى المطالب (٤/ ٢٠٢)، وجاء في كشاف القناع (١/ ٤٤): (والشبر ثلاث قبضات، والقبضة أربع أصابع). (٩) انظر: موطأ مالك (٢٣٥)، مصنف عبدالرزاق (٨٢٤٤)، مصنف ابن أبي شيبة (١٥٦٢٧)، السنن الكبرى للبيهقي (١٠٠١٢)، وجاء عن عمر -رضي الله عنه- أن فيها تمرة، قال ابن قدامة في المغني (٣/ ٤٤١): (وعن أحمد: يتصدق بتمرة عن الجرادة. وهذا يروى عن عمر وعبد الله بن عمر. وقال ابن عباس: قبضة من طعام … والظاهر أنهم لم يريدوا بذلك التقدير، وإنما أرادوا أن فيه أقل شيء).