للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب في هواتف الجان وهو ما ألقته الجان على ألسنة الكهان ومسموعًا من الأوثان

روى البخاري (١) عن عبد اللَّه بن عمر قال:

ما سمعت عمر يقول لشيء قط: إني لأظنه [كذا]. إلا كان كما يظن.

بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل، فقال: لقد أخطأ ظني، أو أن هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، عليَّ الرَّجُلَ (٢).

فَدُعِيَ به، فقال له ذلك. فقال: ما رأيت كاليوم استُقبِل به رجل مسلم!

قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني. قال: كنت كاهنهم في الجاهلية. قال: فما أعجب ما جاءتك به جنيتك؟

قال: بينما أنا في السوق يومًا؛ جاءتني أعرف فيها الفزع، فقالت:

ألم ترَ الجن وإبلاسها، ويأسها من بعد إنكاسها، ولحوقها بالقِلاص وأحلاسها؟


(١) في (إسلام عمر) من "صحيحه" (رقم ٣٨٦٦)، ورواه ابن إسحاق في "السيرة" (١/ ٢٢٣ - ٢٢٤) بأتم منه من طريق أخرى مرسلة، وفيه من لم يسم، وقد ساقه المؤلف في الأصل مع روايات أخرى مختلفة كلها معلولة، وبعضها أشد ضعفًا من بعض، وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٧/ ١٧٩): ولكنه قال: "وهذه الطرق يقوي بعضها بعضًا". ويعني في الجملة؛ والا فبينها اختلاف شديد زيادة ونقصًا، والعمدة فيه حديث البخاري.
(٢) [أي: أحضر إليَّ]. الناشر.

<<  <   >  >>