قدم ضماد (مكة) -وهو رجل من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الرياح- فسمع سفهاء من سُفَهِ (مكة) يقولون: إن محمدًا مجنونٌ. فقال: أين هذا الرجل؟ لعل اللَّه أن يشفيه على يدي. فلقي محمدًا ﷺ فقال (٢): إني أرقي من هذه الرياح، وإن اللَّه يشفي على يديَّ من شاء، فهلمَّ. فقال محمد:
"إن الحمد للَّه، نحمده ونستعينه، من يهده اللَّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له (ثلاث مرات) "(٣).
فقال: واللَّه؛ لقد سمعت الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات، فهلم يدَك أبايعك على الإسلام. فبايعه رسول اللَّه ﷺ فقال له:
"وعلى قومك؟ ".
فقال: وعلى قومي.
فبعث النبي ﷺ جيشًا، فمروا بقوم ضماد، فقال صاحب الجيش للسرية: هل أصبتم من هؤلاء القوم شيئًا؟ فقال رجل منهم: أصبت منهم
(١) (٣/ ١٢): وسياقه مخالف لسياق الكتاب، فالظاهر أنه للبيهقي. (٢) الأصل: "فلقيت محمدًا فقلت"، ولعل الصواب ما أثبت. (٣) لفظ مسلم: "فأعادهن عليه رسول اللَّه ﷺ ثلاث مرات".