روى الحافظ البيهقي بسنده عن جبير بن مطعم قال: قال رسول اللَّه ﷺ:
"شهدت (١) مع عمومتي حلف المطَيَّبين، فما أحب أن أنكُثَه -أو كلمة نحوها- وأن لي حُمْرَ النَّعَم"(٢).
ثم روى البيهقي عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ:
"ما شهدت حلفًا لقريش إلا حلف المطيَّبين، وما أحب أن لي حُمْرَ النَّعَم وأني كنت نقضته"(٣).
قال: و (المُطَيَّبُونَ): هاشم، وأمية، وزُهْرة، ومخزوم.
قال البيهقي: كذا روي هذا التفسير مدرجًا في الحديث، ولا أدري قائله. وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول؛ فإن النبي ﷺ لم يدرك حلف المطيَّبين.
قلت: هذا لا شك فيه، وذلك أن قريشًا تحالفوا بعد موت قصي، وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار من السقاية، والرفادة، واللواء،
(١) زاد في رواية: "غلامًا". (٢) إسناده حسن، ويتقوى بالذي بعده، وله شواهد أخرى، وهو مخرج في "الصحيحة" (١٩٠٠). (٣) قلت: ورواه ابن حبان أيضًا، ورواه غيره عن عبد الرحمن بن عوف، وهما مخرجان في المصدر السابق.