والندوة، والحجابة، ونازعهم فيه بنو عبد مناف، وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش، وتحالفوا على النصرة لحزبهم، فأحضر أصحاب بني عبد مناف جفنة فيها طيب، فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا، فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت، فسموا المطيِّبين؛ كما تقدم، وكان هذا قديمًا.
ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول، وكان في دار عبد اللَّه بن جدعان؛ كما رواه الحميدي وابن إسحاق (١).
وكان حلف الفضول أكرم حلف سُمع به وأشرفه في العرب (٢).
روى ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي:
أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان -والوليد يومئذٍ أمير المدينة، أمَّره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان- منازعة في مال كان بينهما بـ (ذي المروة)(٣)، فكأن الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه، فقال له الحسين: أحلف باللَّه لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي، ثم لأقومن في مسجد رسول اللَّه ﷺ، ثم لأدعون بحلف الفضول. قال: فقال عبد اللَّه بن الزبير -وهو عند الوليد حين قال له الحسين ما قال-: وأنا
(١) السيرة (١/ ١٤١ - ١٤٢). (٢) قلت: ويشير إلى ذلك قوله ﷺ المتقدم: ". . فما أحب أن أنكثه وأن لي حمر النعم". وكانوا تعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته؛ كما قال ابن إسحاق في "السيرة" (١/ ١٤١). (٣) قرية بـ (وادي القرى).