للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل]

قال ابن إسحاق: ثم تتامَّ (١) الوحي إلى رسول اللَّه وهو مصدق بما جاء منه، وقد قبله بقبوله، وتحمل منه ما حمله على رضا العباد وسخطهم.

وللنبوة أثقال ومؤونة لا يحملها ولا يستضلع بها إلا أهل القوة والعزم من الرسل-بعون اللَّه وتوفيقه- لما يلقون من الناس، وما يُرَدُّ عليهم مما جاؤوا به عن اللَّه ﷿.

فمضى رسول اللَّه على ما أمر اللَّه به على ما يلقى من قومه من الخلاف والأذى.

قال ابن إسحاق: وآمنت خديجة بنت خويلد، وصدقت بما جاءه من اللَّه، ووازرته على أمره، وكانت أول من آمن باللَّه ورسوله، وصدقت بما جاء منه.

فخفف اللَّه بذلك عن رسوله، لا يسمع شيئًا يكرهه -من ردٍّ عليه، وتكذيب له، فيحزنه ذلك- إلا فرج اللَّه عنه بها؛ إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، وأرضاها.

قال: وحدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد اللَّه بن جعفر قال: قال رسول اللَّه :

"أمرتُ أن أبشر خديجة ببيت من قَصَب؛ لا صخب فيه ولا نصب".


(١) الأصل "تتابع"، والتصويب من "السيرة" (١/ ٢٥٦) [و"تَتَامَّ": جاء في اكتمال]. الناشر.

<<  <   >  >>