الجَذَعَة (١)، ويشرب الفَرَق، قال: فصنع لهم مدًّا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، قال: وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، ثم دعا بغُمَر، فشربوا حتى رووا، وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب، فقال:
"يا بني عبد المطلب! إني بعثت لكم خاصة؛ وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ ".
قال: فلم يقم إليه أحد، قال: فقمت إليه، وكنت أصغر القوم، قال: فقال: "اجلس"، قال ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي:"اجلس"، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي].
[[المستدرك]]
عن أسماء بنت أبي بكر ﵂ قالت:
لما نزلت: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾؛ أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة، وفي يدها فِهْرٌ (٢)، وهي تقول:
مذممًا أبينا … ودينه قلينا … وأمره عصينا
= "وهذه الطريق فيها شاهد لما تقدم. وقد روى الإمام أحمد في "مسنده" من حديث عباد بن عبد اللَّه الأسدي، وربيعة بن ناجد عن علي نحو ما تقدم، أو كالشاهد له. واللَّه أعلم". قلت: حديث ربيعة خيرها إسنادًا، وهو هذا الذي سقته، ولا يصلح شاهدًا؛ لأنه مختصر جدًّا بالنسبة للمتن الذي ساقه المؤلف، وحديث عباد بن عبد اللَّه الذي أشار إليه مختصر أيضًا عند أحمد (١/ ١١١) -مع ضعف عباد- وفيه: "ويكون خليفتي في أهلي". وقد رواه بعض الشيعة بلفظ: "خليفتي من بعدي"، وهو من موضوعاتهم؛ كما كنت بينته في "الضعيفة". (١) ["الجَذَعَة": التي يُضَحَّى بها. و"الفَرَق": إناء. و"دعا بغُمَر": دعا بقدح]. الناشر. (٢) [أي: حَجَرٌ]. الناشر.