للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خروجه مع عمه أبي طالب إلى الشام وقصته مع بَحيرى الراهب

روى الحافظ أبو بكر الخرائطي من طريق يونس بن أبي إسحاق (١) عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال:

خرج أبو طالب إلى الشام ومعه رسول اللَّه في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب -يعني: بَحيرى- هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج ولا يلتفت إليهم. قال:

فنزل وهم يحلون رحالهم، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد النبي ، فقال: هذا سيد العالمين (وفي رواية البيهقي زيادة: هذا رسول رب العالمين؛ يبعثه اللَّه (٢) رحمة للعالمين).

فقال له أشياخ من قريش: وما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدًا، ولا يسجدون إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه.

ثم رجع فصنع لهم طعامًا، فلما أتاهم به -وكان هو في رعية الإبل- فقال:


(١) الأصل: "يونس عن ابن إسحاق"، وعلى هامشه: "الأصل: أبي، وهو تحريف". وأقول: كل ذلك خطأ، والصواب ما أثبتنا، ولا علاقة لابن إسحاق بهذا الإسناد، فإنه ذكر القصة في "السيرة" بسياق آخر، وبدون إسناد! ويونس بن أبي إسحاق هذا -هو السبيعي- ثقة من رجال مسلم.
(٢) الأصل: "بعثه"، والتصويب من "مستدرك الحاكم" (٢/ ٦١٥) وغيره.

<<  <   >  >>