ولرسول اللَّه ﷺ من العمر فيما ذكره بعضهم ثنتا عشرة سنة، ولعل أبا موسى تلقاه من النبي ﷺ فيكون أبلغ، أو من بعض كبار الصحابة ﵃، أو كان هذا مشهورًا مذكورًا أخذه من طريق الاستفاضة (١).
[[المستدرك]]
عن عائشة ﵂ عن النبي ﷺ قال:
"ما زالت قريش كاعَّةً (٢) حتى توفي أبو طالب"
أخرجه الحاكم (٢/ ٦٢٢) وقال: "صحيح على شرط الشيخين".
قلت: فيه عقبة المُجَدَّر، ولم يخرج له الشيخان، وهو صدوق، فالإسناد جيد. وسيذكره المؤلف ﵀ بلفظ آخر من رواية ابن إسحاق في (وفاة أبي طالب) مع روايات أخرى تناسب هذا الفصل. [انتهى المستدرك].
(١) قلت: ولمثل هذه الاحتمالات تقرير في مصطلح علم الحديث: أن مراسيل الصحابة حجة، وإعلال الحديث بأن فيه ذكر أبي بكر وبلال؛ وكان عمر أبي بكر إذ ذاك تسع سنين أو عشر؛ إنما هي دعوى مبنية على أن عمره ﷺ. يومئذٍ ثنتا عشرة سنة، وهذا غير محفوظ؛ فإنه إنما ذكره مقيدًا بهذا الواقدي كما قال المؤلف، والواقدي متروك متهم، فمن الممكن أن تكون القصة وقعت بعد ذلك بسنين، فلا يجوز إعلالها بمثل قول الواقدي المنكر. وقد بسطت القول في تصحيح الحديث والجواب عما أُعِلَّ به في "الرد على الدكتور البوطي" (ص ٦٢ - ٧٢)، وذكرت سبعة من الحفاظ سبقوني إلى تصحيحه، فراجعه. (٢) [أي: جبناء]. الناشر.