للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مُقدِّمَةُ النَّاشر

إن الحمدَ للَّهِ، نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللَّه مِنْ شُرورِ أنفسِنا، ومِنْ سيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِهِ اللَّهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ لَهُ، وأَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولُهُ.

أمّا بعدُ؛ فإن موضوعَ سِيَرِ الأنبياءِ والصالحينَ شيءٌ مُحَبَّبٌ إلى النفوسِ، قريبٌ من القلوبِ؛ لِمَا فيها مِنْ مواعظَ وحِكَمٍ وعِبَرٍ يستفيدُ منها الصالحونَ والعقلاءُ، ويَسْتَمِدُّونَ منها قوة تُعِينُهم، ونِبْراسًا يُنِيرُ لهم، وزادًا يَتَزَوَّدونَ بهِ في طريقِهِم إلى اللَّه ؛ قال اللَّهُ ﷿: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف: ١١١].

وأَحَبُّ السِّيَرِ إلى القلوبِ وأعظمُها سِيرةُ رسولِ اللَّهِ محمدٍ ، فهو أعظمُ خَلْقِ اللَّهِ وأَحَبُّهم إليه؛ بل هو سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ أجمعين.

ولأجلِ هذا؛ فقد حازتِ السيرةُ النبويةُ على اهتمامِ كثيرٍ مِنَ العلماءِ؛ فَكَتَبُوا فيها، ولكنَّ كُتُبَهُمْ هذهِ امتلأتْ بالغَثِّ والسَّمِينِ مِنَ الضعيفِ والصحيحِ، ولم تَحْظَ بالقَدْرِ الكافي مِن العنايةِ بها.

حَتَى قَيَّضَ اللَّهُ العليُّ القَدِيرُ لها عَلَمًا مِنَ الأَعْلامِ، وفارسًا لا يُشَقُّ له غُبَارٌ في علوم السنة؛ وهو فَضيلةُ شيخِنا الوالدِ والمُرَبِّي الزاهِدِ محمد ناصر الدين الألباني رحمه اللَّه تعالى، فَشَمَّرَ عن ساقِ الجِدِّ والاجتهادِ في تمييز صحيح السيرة النبوية

<<  <   >  >>