من ضعيفها، وكان السببُ في ذلكَ؛ أنَّ اللَّهَ قَدَّرَ عليهِ أنْ يُسافرَ إلى (الشارقةِ) بدولةِ الإماراتِ، فَوَقَعَ بين يَديهِ كتابُ "خاتمُ النبيين ﷺ" للشيخ (محمد أبو زهرة)، ورأى ما فيه من الطامّاتِ، فعزمَ على خِدمةِ سِيرَةِ رسول اللَّه ﷺ، وشَرَحَ اللَّهُ صدرَهُ لتمييزِ الصحيحِ من الضعيفِ مِنْ كتابِ "السيرةُ النبويةُ" للحافظِ ابنِ كَثير رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى، وبدأَ تَحقيقَهُ لهذا الكتابِ في (الشارقة)، وسَمَّى مَشْرُوعَهُ هذا: "صَحيحُ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ؛ مَا صَحَّ مِنْ "سِيرَةُ رَسُولِ اللَّه ﷺ وَذِكْرُ أَيَّامِهِ وَغَزَوَاتِهِ وَسَرَايَاهُ وَالوُفُودِ إِلَيْهِ" لِلْحَافِظِ ابْنِ كَثِير". واستدركَ فيهِ على ابنِ كثيرٍ العديدَ مِنَ الاستدراكاتِ المهمةِ، ولكنَّ اللَّهَ تَوَفَّى الشيخَ قبلَ أنْ يُكْمِلَ مشروعهُ، وتَوَقَّفَ عملُهُ فيهِ عندَ (فصل الإسراء والمعراج)، رَحِمَ اللَّهُ الشيِخَ الألبانيَّ رحمةً واسعةً، وجَزَاهُ عن الإسلامِ والمسلمينَ خيرَ الجزاء، وحَشَرَهُ في زُمْرَةِ الأنبياءِ والصِّدِّيقين والشهداءِ والصالحين، وحَسُنَ أولئكَ رَفيقًا.
ولقدْ رأتِ المكتبةُ الإسلاميةُ في (عَمَّانَ) أنْ تنشرَ هذا المُصَنَّفَ على هذه الصورةِ؛ لتقدمَ للعالمِ الإسلاميِّ علمَ الشيخ؛ لئلا يكونَ حبيسَ الخزائن، وليستفيدَ منه العلماءُ وطلبةُ العلمِ، ويُؤْجَرَ عليهِ الشيخُ ﵀ في قبرِه؛ مستعينةً على إخراجِهِ -في أحسنِ صورةٍ ممكنةٍ - ببعضِ طلبةِ العلمِ، فجزاهُمُ اللَّهُ خيرًا.
وصَلَّى اللَّهُ وسلَّمَ على نَبِينا محمدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، والحمدُ للَّه رب العالمين.
عَمَّان - الشام
الجمعة ١٥ صفر ١٤٢١ هـ
الناشر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute