"يا معشر قريش! أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني كعب [بن لؤي]! أنقذوا أنفسكم من النار، [يا بني عبد مناف! أنقذوا أنفسكم من النار]، يا معشر بني هاشم! أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني عبد المطلب! أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد! أنقذي نفسك من النار، فإني -واللَّه- لا أملك لكم من اللَّه شيئًا؛ إلا أن لكم رَحِمًا سأبلها ببلالها".
وروى أحمد ومسلم (١) عن عائشة ﵂ قالت:
لما نزلت: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤] قام رسول اللَّه ﷺ فقال:
"يا فاطمة بنت محمد! يا صفية بنت عبد المطلب! يا بني عبد المطلب! لا أملك لكم من اللَّه شيئًا، سلوني من مالي ما شئتم".
وروى الإمام أحمد في "مسنده"(٢) عن علي [قال: جمع رسول اللَّه ﷺ -أو: دعا رسول اللَّه ﷺ بني عبد المطلب؛ فيهم رهط كلهم يأكل
(١) في "المسند" (٦/ ١٨٧)، ومسلم (٣٥٠). (٢) (١/ ١٥٩)، وإسناده جيد، ورواه ابن جرير (٢/ ٣٢١). واعلم أن هذا الحديث لم يسق المؤلف متنه، وإنما أشار إليه كشاهد لمتن حديث آخر أتم وأطول من هذا؛ ساقه من طريق أخرى عن علي، أعرضت عن ذكره لأنه ليس على شرطي؛ لأن في سنده من لم يسم، وفي متنه نكارة. ثم ذكره من رواية ابن جرير -يعني: في "التاريخ" (٢/ ٣١٩ - ٣٢١) - وفيه شيعي كذاب، ثم من رواية ابن أبي حاتم، وفيه شيعيان ضعيفان، وهي إلى ذلك روايات مختلفة يزيد بعضهم على بعض، وفي بعضها: "أيكم يقضي عني ديني، ويكون خليفتي في أهلي؟ ". قلت: أنا يا رسول اللَّه! ثم قال المؤلف: =