قال عمر: صدق، بينا أنا عند آلهتهم جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه يقول: يا جَليح! أمر نجيح، رجل فصيح يقول: لا إله إلا اللَّه. فوثب القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا. ثم نادى: يا جليح! أمر نجيح، رجل فصيح يقول: لا إله إلا اللَّه. فقمت، فما نَشِبْنا أن قيل: هذا نبي.
وهذا الرجل هو سواد بن قارب الأزدي، ويقال: الدوسي من أهل السراة من جبال (البلقاء)، له صحبة ووفادة.
وروى الحافظ أبو نعيم عن جابر بن عبد اللَّه قال:
إن أول خبر كان بالمدينة بمبعث رسول اللَّه ﷺ أن امرأة بالمدينة كان لها تابع من الجن، فجاء في صورة طائر أبيض، فوقع على حائط لهم، فقالت له: ألا تنزل إلينا فتحدثنا ونحدثك، وتخبرنا ونخبرك؟ فقال لها: إنه قد بعث نبي بمكة حرم الزنا، ومنع منا القرار (١).
(١) قلت: رواه في "الدلائل" (ص ٢٩)، وإسناده حسن، يرجاله كلهم معروفون من رجال "التهذيب"؛ غير عبد الجبار بن عاصم، وقد روى عنه أبو زرعة.