هذا إسناد جيد، وله شاهد (١) في "الصحيح" عن أنس بن مالك ﵁(٢).
روى أبو القاسم البغوي بإسناده عن الفَلَتان (٣) بن عاصم، وذكر أن خاله قال:
كنت جالسًا عند النبي ﷺ إذ شخص بصره إلى رجل، فإذا يهودي عليه قميص وسراويل ونعلان. قال: فجعل النبي ﷺ يكلمه وهو يقول: يا رسول اللَّه! فقال رسول اللَّه ﷺ:
"أتشهد أني رسول اللَّه؟ ".
قال: لا. قال رسول اللَّه ﷺ:
(١) الأصل: "شواهد"، والتصويب من "تفسير ابن كثير"، وفيه: "هذا حديث جيد. . ". ولعل هذا أقرب إلى الصواب: فإن أبا صخر العقيلي لم أعرفه، ولم يورده ابن أبي حاتم في كتابه، ولا أدري إذا كان في "تعجيل المنفعة" للعسقلاني؟ فإني لا أطوله الآن وأنا في (الشارقة)، وقد استعرت مجموعة من المصادر الحديثية من (جامعة العين) بواسطة مديرها -فيما أظن- الأخ الفاضل الدكتور عز الدين إبراهيم جزاه اللَّه خيرًا، وليس هذا فيها، وما أظنه أبا صخر الأيلي يزيد بن أبي سمية المترجم في "التهذيب". واللَّه أعلم. ثم بدا لي أن من المحتمل أنه عبد اللَّه بن شقيق العقيلي: فإن من الرواة عنه الجريري، وهذا الحديث من روايته عنه، ولا يخدج في ذلك أن كنيته أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو محمد، وكنيته في هذا الحديث أبو صخر؛ لاحتمال أنه وجه آخر من الاختلاف في كنيته. واللَّه أعلم. (٢) يشير إلى حديثه الذي في "البخاري" وغيره؛ قال: كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض، فأتاه النبي ﷺ يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلم". فنظر إلى أبيه وهو عنده؟ فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: "الحمد اللَّه الذي أنقذه من النار". زاد غيره: فلما مات قال: "صلوا على صاحبكم". وهو مخرج في "أحكام الجنائز وبدعها" (ص ١١). (٣) الأصل: "الصَّلتان"!! وتحرف عليه فيما يأتي (ص ١٠٨) على وجه آخر: (العليان)!