فألقى عمرًا في البحر ليهلكه، فسبح حتى رجع إليها، فقال له عمارة: لو أعلم أنك تحسن السباحة لما ألقيتك (١). فحقد عمرو عليه.
فلما لم يقض لهما حاجة في المهاجرين من النجاشي، وكان عمارة قد توصل إلى بعض أهل النجاشي، فوشى به عمرو، فأمر به النجاشي فسحر حتى ذهب عقله، وساح في البرية مع الوحوش.
وقد ذكر الأموي (٢) قصته مطولة جدًّا، وأنه عاش إلى زمن إمارة عمر بن الخطاب، وأنه تقصَّده بعض الصحابة ومسكه، فجعل يقول: أرسلني أرسلني وإلا متُّ. فلما لم يرسله مات من ساعته. فاللَّه أعلم.
وروى ابن إسحاق بسنده عن عائشة ﵂ قالت:
لما مات النجاشي كان يتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور (٣).
ورواه أبو داود عن ابن إسحاق (٤).
* * *
(١) قول عمارة هذا لم يتقدم في شيء من الروايات السابقة، فتنبه. (٢) هو يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الكوفي الحافظ الملقب بـ (الجمل)، توفي سنه (١٩٤) أربع وتسعين ومائة، وقوله في "الرسالة المستطرفة" (ص ٨٢): "ومائتين" خطأ؛ ذكره فيمن ألف في المغازي، وفي "تاريخ بغداد" (١٤/ ١٣٢) أنه روى عن محمد بن إسحاق "المغازي"، فلا أدري هو هذا أم غيره؟! (٣) سيرة ابن هشام (١/ ٣٦٤)، وإسناده حسن. (٤) أخرجه أبو داود في (الجهاد) بلفظ: ". . . كنا نتحدث. . "، وهو عنده من طريق سلمة ابن الفضل عن ابن إسحاق، وسلمة قال فيه الحافظ ابن حجر: "صدوق كثير الخطأ".