فلذلك يقول: ما أخذ اللَّه مني الرِّشوة؛ فآخذ الرشوة حين رد عليّ ملكي؟! وما أطاع الناس فيّ؛ فأطيع الناس فيه (١)؟!
والذي وقع في سياق ابن إسحاق إنما هو ذكر عمرو بن العاص وعبد اللَّه بن أبي ربيعة.
والذي ذكره موسى بن عقبة والأموي وغيرهما أنهما عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بن المغيرة (٢) -وهو أحد السبعة الذين دعا عليهم رسول اللَّه ﷺ حين تضاحكوا يوم وضع سلا الجزور على ظهره ﷺ وهو ساجد عند الكعبة (٣) -وهكذا تقدم في حديث ابن مسعود وأبي موسى الأشعري (٤).
والمقصود أنهما حين خرجا من (مكة) كانت زوجة عمرو معه، وعمارة كان شابًا حسنًا، فاصطحبا في السفينة، وكأن عمارة طمع في امرأة عمرو بن العاص؛
(١) قلت: الحديث بطوله في "سيرة ابن هشام" من روايته عن زياد البكائي عن ابن إسحاق -كما تقدم (ص ١٧٤) - مع تقديم وتأخير في بعض الجمل، ونقص في بعضها، وكذلك رواه أبو نعيم في "الدلائل" (ص ٨١ - ٨٤) من طريق أخرى عن ابن إسحاق به. ورواه أحمد دون حديث الزهري عن عروة عن عائشة -كما ذكرت (ص ١٧٨) - وإسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقال الهيثمي (٦/ ٢٧): "رواه أحمد ورجاله رجال "الصحيح"؛ غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع". (٢) قلت: وكذلك وقع في حديث عروة المرسل عند أبي نعيم (ص ٨٠). (٣) تقدم ذلك (ص ١٤٦). (٤) تقدم حديثهما في أول الجزء (ص ١٦٤ و ١٦٦).