للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي "الصحيحين" عن أنس، وعن مالك بن صعصعة عن النبي في حديث الإسراء -كما سيأتي- قصة شرح الصدر ليلتئذٍ، وأنه غسل بماء زمزم.

ولا منافاة لاحتمال وقوع ذلك مرتين: مرة وهو صغير؛ ومرة ليلة الإسراء ليتأهب للوفود إلى الملأ الأعلى، ولمناجاة الرب ﷿، والمثول بين يديه .

والمقصود أن بركته حلت على حليمة السعدية وأهلها وهو صغير، ثم عادت على هوازن -بكمالهم- فَوَاضِلُهُ حين أسرهم بعد وقعتهم، وذلك بعد فتح مكة بشهر، فَمَتُّوا (١) إليه برضاعه فأعتقهم، تحنن عليهم، وأحسن إليهم؛ كما سيأتي مفصلًا في موضعه إن شاء اللَّه تعالى.

قال محمد بن إسحاق في وقعة (هوازن): عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:

كنا مع رسول اللَّه بـ (حُنين)، فلما أصاب من أموالهم وسباياهم؛ أدركه


= صح الاضطراب الذي ادعاه فيها لزم منه أنها غير مقبولة؛ لأن الحديث المضطرب عند العلماء ليس مقبولًا، وإذا كان الأمر كذلك لزم ردها، فكيف يقول: إن الاضطراب يجعلنا نقف غير رادين ولا مصدقين؟! ألا ترى أنك إن قدمت بلى رجل مالًا فلم يأخذ؛ فسواء قلت عنه: لم يقبله، أو: رده. فالمعنى واحد لا يخفى على أحد، فكيف يمكن أن يخفى على (الإمام محمد أبو زهرة)؛ كما جاء في طرة كتابه؟!
والحقيقة أن أحاديث شق الصدر الشريف صحيحة، لا يشك فيها إلا ضعفاء الإيمان، أو من لا إيمان عندهم من الدهريين وغيرهم، وأن الاضطراب المزعوم فيها لا حقيقة له إلا مجرد الدعوى؛ لتسليك ردها على القراء من حضرة (الإمام)!
(١) [أي: توسلوا]. الناشر.

<<  <   >  >>