أن رسول اللَّه ﷺ أتاه جبريل ﵇ وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، واستخرج معه علقة سوداء، فقال: هذا حظ الشيطان. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَهُ، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني: ظئره- فقالوا: إن محمدًا قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى ذلك المخيط في صدره (٢).
(١) قلت: ورجاله ثقات؛ غير أن بقية بن الوليد مدلس، وقد عنعنه؛ لكنه قد صرح بالتحديث في رواية الحاكم (٢/ ٦١٦ - ٦١٧)، وقال: "صحيح على شرط مسلم"! يوافقه الذهبي! وإنما هو صحيح فقط؛ فإن من رواته بَحِير بن سعد، ولم يرو له مسلم، وانظر "الصحيحة" (٣٧٣). (٢) مسلم (١/ ١٠١ - ١٠٢). قلت: وهذا الحديث مع صحته وصحة شواهده -التي قبلها وغيرها مما أشرت إليه في "تخريج فقه السيرة" (ص ٦٤) - فقد شكك في ثبوتها الشيخ (أبو زهرة)؛ مع أنه ذكر حديث مسلم هذا ثم قال (١/ ١٢٧): "ونحن نرى أن الأخبار بالنسبة للشق لا تخلو من اضطراب، وعلى فرض أنها صحيحة لا نقول: إنها غير مقبولة (!) بل إنا نقبلها إن صحت، ولكن الاضطراب في خبرها يجعلنا غير رادين ولا مصدقين"! أقول: بمثل هذه الفلسفة المتناقضة يرد هذا الشيخ هذه الأحاديث الصحيحه، ويتلاعب بالألفاظ ليضل به الناس عما يوسوس اليه الخناس، فإن أقل الناس علمًا وعقلًا يعلم أنه إن =