للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دعه عنك، فواللَّه لو وزنته بأمته لوزنها".

وإسناده جيد قوي (١).

وقد روى أحمد وأبو نعيم في "الدلائل" عن عتبة بن عبد: أن رجلًا سأل النبي فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول اللَّه؟ قال:

"كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا، ولم نأخذ معنا زادًا، فقلت: يا أخي! اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا. فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ فقال: نعم. فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فبطحاني للقفا، فشقّا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقّاه، فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء وثلج. فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد، فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة. فذرها في قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خِطه. فخاطه، وختم على قلبي بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة، واجعل ألفًا من أمته في كفة. فإذا أنا أنظر إلى الألف فوق؛ أشفق أن يخر عليَّ بعضهم، فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم. ثم انطلقا فتركاني، وفَرَقْتُ فَرَقًا شديدًا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت أن يكون قد لبس بي، فقالت: أعيذك باللَّه. فرحلت بعيرًا لها، وحملتني على الرحل، وركبت خلفي، حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أديت أمانتي وذمتي. وحدثتها بالذي لقيتُ، فلم يَرُعها، وقالت: إني رأيت


(١) قلت: وهو كما قال، وقد مضى الطرف الأول منه (ص ١٣) مع تخريجه، وسيأتي (ص ٥٣).

<<  <   >  >>