للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى ابن إسحاق عن نفر من أصحاب رسول اللَّه قالوا له: يا رسول اللَّه! أخبرنا عن نفسك. قال:

"نعم؛ أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام.

واسترضعتُ في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بَهمًا لنا؛ إذ أتاني رجلان -عليهما ثياب بيض- بطست من ذهب مملوء ثلجًا، ثم أخذاني فشقّا بطني، واستخرجا قلبي فشقّاه، فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه، ثم قال أحدهما لصاحبه: زِنْهُ بعشرة من أمته. فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زِنْهُ بمئة من أمته. فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زِنْهُ بألف من أمته. فوزنني بهم فوزنتهم، فقال:


= وثانيًا: أنه لو فرض ثبوت وصله إلى الرائي فهو مجهول، فلا حجة في خبره. وثالثًا: أنها رؤيا منام، فلا قيمة لها؛ لا سيما في مثل ذاك الكافر أبي لهب الذي أنزل اللَّه في ذمه: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ … ﴾. ولذلك قال الحافظ:
"وفي الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة؛ لكنه مخالف لظاهر القرآن؛ قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣)﴾ [الفرقان: ٢٣]. وأجيب بأن الخبر مرسل، أرسله عروة، ولم يذكر من حدثه به. وعلى تقدير أن يكون موصولًا؛ فالذي في الخبر رؤيا منام، فلا حجة فيه، ولعل الذي رآها لم يكن إذ ذاك أسلم بعد، فلا يحتج به. وثانيًا: على تقدير القبول؛ فيحتمل أن يكون ما يتعلق بالنبي مخصوصًا من ذلك بدليل قصة أبي طالب -كما تقدم- أنه خفف عنه، فنقل من الغمرات إلى الضحضاح".
وأما ما ذكره الشيخ (أبو زهرة) (١/ ١٢١)؛ أن ثويبة كانت أول من أعلم أبا لهب بولادة ابن أخيه محمد، فأعتقها لهذه البشرى الكريمة؛ فمما لا أصل له في الرواية، وإنما علقه المؤلف تعليقًا بدون سند!

<<  <   >  >>