عليه، وكان إذا أُنزل عليه دام بصره وعيناه مفتوحة، وفرغ سمعه وقلبه لِمَا يأتيه من اللَّه ﷿، [فكنا نعرف ذلك منه].
وروى أحمد وأبو نعيم عن أسماء بنت يزيد قالت:
إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول اللَّه ﷺ إذ نزلت عليه (المائدة) كلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة (١).
وروى أحمد أيضًا عن عبد اللَّه بن عمرو قال:
أنزلت على رسول اللَّه ﷺ سورة (المائدة) وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله، فنزل عنها (٢).
وروى ابن مردويه عن أم عمرو عن عمها:
أنه كان في مسير مع رسول اللَّه ﷺ، فنزلت عليه سورة (المائدة)، فاندَقَّ عنق الراحلة من ثقلها.
وهذا غريب من هذا الوجه (٣).
(١) "المسند" (٦/ ٤٥٥)، وإسناده حسن بما بعده، ورواه عبد بن حميد أيضًا، وابن جرير، وابن نصر في "الصلاة"، والطبراني، والبيهقي في "الشعب"؛ كما في "الدر". (٢) "المسند" (٢/ ١٧٦)، وإسناده حسن بما قبله وبعده، وفي "المجمع" (٨/ ١٣): "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، والأكثر على ضعفه، وقد يحسن حديثه، وبقية رجاله ثقات". (٣) قلت: لأن فيه صباح بن سهل، وهو ضعيف؛ كما قال الدارقطني وغيره، ولعل ذلك لا يضر حديثه في الشواهد كما هنا، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" والبغوي في "معجمه"، والبيهقي في "دلائل النبوة".