ثم قد ثبت في "الصحيحين" نزول سورة (الفتح) على رسول اللَّه ﷺ مرجعه من الحديبية وهو على راحلته، فكان يكون تارة وتارة، بحسب الحال (١). واللَّه أعلم.
(١) قلت: ويمكن أن يقال: إن عدم ذكر الثقل في هذا الحديث لا يلزم منه أنه لم يقع في هذه القصة؛ بل من المحتمل أنه وقع فيها ثم لم يذكره الراوي لسبب ما؛ كما لم يذكر فيه الشدة المذكورة في بعض الأحاديث المتقدمة وغيرها؛ كحديث ابن عباس الآتي وحديث ابن مسعود قال: أقبلنا مع رسول اللَّه ﷺ من الحديبية. . . قال: وضلت ناقة رسول اللَّه ﷺ، فطلبها، فوجدتُ حبلها قد تعلق بشجرة، فجئت بها إلى النبي ﷺ، فركب مسرورًا، وكان النبي ﷺ إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه، وعرفنا ذاك فيه، قال: فتنحى منتبذًا خلفنا. قال: فجعل يغطي رأسه بثوبه، ويشتد ذلك عليه، حتى عرفنا أنه قد أُنزل عليه، فأتانا، فأخبَرَنا أنه قد أنزل عليه: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾. أخرجه أحمد (١/ ٤٦٤) بإسناد جيد.