للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو يوحى إليه بـ (الجعرانة)؛ فإذا هو محمر الوجه، وهو يغط كما يغط البَكر.

وثبت في "الصحيحين" (١) من حديث عائشة لما نزل الحجاب، وأن سودة خرجت بعد ذلك إلى (المناصع) (٢) ليلًا، فقال عمر: قد عرفناك يا سودة! فرجعت إلى رسول اللَّه ، فسألته وهو جالس يتعشى والعَرْقُ (٣) في يده، فأوحى اللَّه إليه، [ثم رفع عنه]، والعَرْق في يده [ما وضعه]، ثم رفع رأسه فقال: "إنه قد أذن لَكُنَّ أن تخرجن لحاجتكن".

فدل هذا على أنه لم يكن الوحي يغيب عنه إحساسه بالكلية؛ بدليل أنه جالس، ولم يسقط العَرْق أيضًا من يده؛ صلوات اللَّه وسلامه دائمًا عليه.

وروى أبو يعلى عن الفَلَتان (٤) بن عاصم قال: كنا عند رسول اللَّه وأُنزل


(١) هذا وهم أيضًا؛ فإنه من أفراد البخاري، لم يخرجه مسلم بهذا اللفظ، وهو ملفق من روايتين عند البخاري: الأولى في (الطهارة) (١٤٦)، والأخرى في (التفسير) (٤٧٩٥)، وهي أتم، وليس فيها ولا في غيرها: "ثم رفع رأسه"، والزيادتان منها، ورواها أحمد (٦/ ٥٦).
(٢) زاد في الرواية الأولى: "وهو صعيد أفيح". قال الحافظ: "وهي أماكن معروفة من ناحية البقيع".
(٣) ["العَرْقُ": جَمْعُهُ عُرَاقٌ؛ وهي العِظامُ التي يُقْشَرُ عنها معظمُ اللحم ويبقى عليها بَقِيَّةٌ]. الناشر.
(٤) الأصل: "العليان"، وفي "المجمع": "الغلبان"!! وكل ذلك خطأ، والتصويب من "الإصابة، و"الدر المنثور"، وقد تحرف هذا الاسم في حديث آخر على وجه آخر تقدم (ص ٧٤)، وقال الهيثمي: (٨/ ٩): "رواه أبو يعلى والبزار والطبراني، ورجال أبي يعلى ثقات"، ورواه ابن أبي شيبة أيضًا في "مسنده"، وصححه ابن حبان، وهو كما قال، والزيادة من "المجمع" وغيره، والحديث خلاف قوله في الرواية المتقدمة (ص ١٠٧): "وغمض عينيه".

<<  <   >  >>