للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقبل أن أذكر تعريف المعجزة المختار عندي، أنقل شيئاً من كلام العلماء في تعريف المعجزة؛ لتوضيح المراد وتبيين المقصود، ومن هذه التعريفات:

١) يقول ابن حمدان: (هي ما خرق العادة من قول أو فعل، إذا وافق دعوى الرسالة وقارنها وطابقها، على جهة التحدي ابتداء بحيث لا يقدر أحد عليها ولا على مثلها، ولا على ما يقاربها) (١).

٢) قال الفخر الرازي: (المعجزة عرفاً: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة) (٢).

٣) قال الشهرستاني: (فعل خارق للعادة، مقترن بالتحدي، سليم عن المعارضة) (٣).


(١) ذكر هذا التعريف السفاريني في لوامع الأنوار البهية، محمد بن أحمد، (١١٨٨ هـ)، مؤسسة الخافقين ومكتبتها، دمشق، ط ٢، ١٤٠٢ هـ/ ١٩٨٢ م، ج ٢، ص ٢٩٠.
(٢) ذكر هذا التعريف السفاريني في لوامع الأنوار البهية، ج ٢، ص ٢٩٠. وقال العلامة التفتازاني في شرح كلام الرازي: (إنما قال: (أمر)؛ ليتناول الفعل: كانفجار الماء من بين أصابع النبي ، ويتناول عدمه، أي: عدم الفعل؛ كعدم إحراق النار إبراهيم . واحترزوا بقيد المقارنة للتحدي عن كرامات الأولياء، والعلامات الإرهاصية التي تتقدم البعثة النبوية، وعن أن يتخذ الكاذب معجزة من مضى من الأنبياء أو ما تقدم له في السنين الماضية حجة لنفسه، وبقيد عدم المعارضة عن السحر والشعوذة، وقول ابن حمدان: (وطابقها)؛ ليخرج ما إذا قال: معجزتي نطق هذا الحجر، فنطق بأنه كذاب مفتر، وكما تفل مسيلمة في بئر فغار ماؤها، ومسح على رأس غلام فصار أقرع ونحو ذلك) وسنفيد من هذا الشرح فيما سيأتي عند ذكر نقد العلماء لهذا التعريف.
(٣) الملل والنحل، الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، (٥٤٨ هـ)، مؤسسة الحلبي، د. ط، د. ت، ج ١، ص ١٠٢.

<<  <   >  >>