ثم أورد القرآن الكريم دليلا قطعيّا على كون القرآن من مصدر إلهي لا بشري، حين أوصى بالضعفاء الملازمين للنّبي صلّى الله عليه وسلّم، وفضّلهم على الزعماء وكبار الأشراف، فقال الله تعالى:
تحصر الآيتان الأوليان مصدر معارف النّبي صلّى الله عليه وسلّم بالوحي الإلهي، ردّا على المشركين الذين كانوا يطلبون من النّبي صلّى الله عليه وسلّم معجزات مادّية قاهرة، فأجابهم بأني: لا أملك خزائن الله وأرزاقه، ولا أقدر على التصرّف فيها وتوزيعها كما أشاء، ولا أدّعي علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، فلم يطلع عليه أحدا، كما قال سبحانه: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (٢٧)[الجنّ: ٧٢/ ٢٦- ٢٧] .
ولا أقول لكم: إني أحد الملائكة، إنما أنا بشر يوحى إلي من الله عزّ وجلّ ما يريد ويختار، والمراد من هذا أني لا أدّعي الألوهية، ولا علم الغيب، ولا الملكية، إنما