روى أبو داود- في رجل وامرأة من اليهود زنيا، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا إلى هذا النّبي فإنه نبي بعث بالتخفيفات، فإن أفتى بفتيا دون الرجم قبلناها، واحتججنا بها عند الله، وقلنا: فتيا نبي من أنبيائك قال. فأتوا النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم، ما ترى في رجل وامرأة زنيا؟ فلما سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك، نهض في جملة من أصحابه إلى بيت المدارس «٨» ، فجمع الأحبار هنالك، وسألهم عما في التوراة من حكم الزّناة المحصنين أي المتزوجين، فقالوا: يحمم وجه الزّاني، أي يطلى وجهه بالسّواد من فحم أو قار (زفت) ويجبّه الزانيان «٩» ، وقالوا أيضا: إنا لا نجد الرّجم في التوراة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن فيها الرّجم، فانشروها، فنشرت، ووضع أحدهم يده على آية
(١) يغيّرونه أو يؤولونه بالباطل. (٢) ضلاله وكفره. (٣) ذلّ وعقاب. (٤) السّحت: المال الحرام والخبيث من المكاسب. (٥) بالعدل. (٦) العادلين فيما حكموا به. (٧) يعرضون عن حكمك. (٨) المدارس: بيت الدراسة والتعليم عندهم. (٩) أي يحملان على بعير أو حمار بحيث يجعل قفا أحدهما إلى قفا الآخر.