المشكلة الحقيقية في كفار قريش بعد وثنيتهم: أنهم كانوا منكري البعث، فلا حياة ولا وجود بعد الموت في زعمهم، ولا دليل على إمكان الإعادة، فتوالت الردود عليهم في القرآن الكريم، وتتابعت التنبيهات والتحذيرات، وألوان الوعيد والتهديد، ومن أخطرها: تحقق العذاب فيهم في نيران جهنم، وتناولهم أشد أنواع الشجر مرارة: وهو شجر الزقوم، فتغلي به بطونهم، تنهال على رؤوسهم حمم النار، فتصهرهم، ويتعرضون لكل ألوان الإهانة والذل فتتركهم أذلة مهانين منبوذين، قال الله تعالى واصفا المشكلة وأسبابها:
ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (٥٠)
«١»«٢»«٣»«٤»«٥»«٦»«٧»«٨»[الدخان: ٤٤/ ٣٤- ٥٠] .
تشير هذه الآيات في مطلعها إلى قريش إشارة تحقير، فهؤلاء كفار مكة يقولون ما
(١) أي بمبعوثين أحياء. (٢) ملك حميري في اليمن والشّحر وحضرموت. (٣) القوي الغالب. (٤) هي الشجرة الملعونة في قعر جهنم. (٥) عكر الزيت والقطران. (٦) جرّوه وسوقوه بعنف وشدة. (٧) وسط الجحيم. (٨) تشكون.