هذا النّص القرآني واضح كل الوضوح، ولكنا نستلهم منه مواقف معينة وأخلاقا بشرية ملتوية، لا يرضاها أحد من البشر الأسوياء، وتسخط المولى عزّ وجلّ. أظهر إخوة يوسف أنهم ناصحون لأخيهم مشفقون محبّون للخير، فلم لا يرسله أبوه معهم للهو والتسلية، وتناول طيبات الفاكهة والبقول. وكان هذا التظاهر بالحبّ والشفقة وإعطاء العهد بالمحافظة عليه، في مقابل معرفتهم أن أباهم يحبّ يوسف، وأن هذا الحبّ يغضبهم، فما كان يطمئن لهم، وهم يعرفون حرص أبيهم على يوسف.
فبادرهم الأب الشيخ الكبير بإبداء المخاوف وإظهار الحزن على أخذهم يوسف للنزهة والاستجمام، واحتمال أكل الذئب له، فأجابوه بأساليب المكر والخداع بأنهم
(١) يتوسع في المآكل الطيبة. (٢) يسابق ويلهو بالسهام ونحوها. (٣) عزموا. (٤) في قعر البئر. (٥) نتسابق في رمي السهام. (٦) زيّنت وسهّلت.