يقابل جزاء الكافرين الموصوف في الآيات السابقة في سورة الطور جزاء المتقين المتميز بروضات النعيم، ليبين الفرق، ويقع التحريض على الإيمان. والمتقون هنا:
هم متقو الشرك، لأن مصير كل مؤمن في النهاية إلى الجنات، وكلما زادت درجة التقوى، تأكد تحصيل نعيم الآخرة، وهذا النعيم ذو ألوان مادية ومعنوية كثيرة، والماديات: أطعمة وأشربة وفواكه وألبسة، ونحوها، تزدان بالخدمات المميّزة، ومن الخدم الغلمان كأنهم لؤلؤ مكنون: وهو أجمل اللؤلؤ. وهذا على خلاف حال الدنيا حيث يكون الخدم في الغالب في قبح وتبذل، لا صون معه ولا جلاء فيه. ويعرف ذلك من الآيات الآتية:
إن أهل التقوى الذين اتبعوا أوامر الله وابتعدوا عن معاصيه، وتجنبوا الشرك هم في جنات (بساتين) نضرة. ويتنعمون فيها بنعيم دائم، خلافا لما عليه الكفرة من عذاب
(١) فرحين مسرورين. [.....] (٢) جمع حوراء: وهي المرأة البيضاء، والعين جمع عيناء: الواسعة العين مع شدة سواد المقلة. (٣) وما نقصناهم بهذا الإلحاق. (٤) اللغو: ما لا خير فيه. والتأثيم: ما يوقع في الإثم. (٥) خائفين من عذاب الله. (٦) اسم النار، والسموم: الريح الباردة أو الحارّة.