إن جزاء الأمم في ميزان العدل الإلهي يكون بحسب الطاعة أو العصيان، ولا يكون عقاب من الله تعالى لأحد إلا بسبب جرمه وجحوده، أو تحديه وعناده ومعارضته دعوة الرسل، وخروجه عن هدي الله تعالى. وهكذا كان الحال مع بني إسرائيل في التاريخ، أفسدوا في الأرض، فشردوا فيها مرتين بسبب فسادهم، ويتكرر العقاب أو الثواب عادة بتكرر سببه. قال الله تعالى واصفا هذه الأحوال:
هذه الآيات: إخبار عن أحوال بني إسرائيل وتاريخهم القديم، ومضمون الخبر:
أن الله أعلمهم في التوراة على لسان موسى، وقضى عليهم في أم الكتاب أنهم سيفسدون في الأرض التي يحلّون فيها مرتين، ويخالفون مخالفتين: مخالفة ما جاء في التوراة وتغييرها، وقتل بعض الأنبياء مثل أشعيا وزكريا ويحيى، ويتكبرون عن طاعة
(١) علمناهم بما سيقع منهم من الإفساد مرتين. (٢) تتجاوزنّ في الظلم والعدوان. (٣) يجوز أن يقع الوعد في الشر بمعنى العقاب الحالّ. (٤) ذوي قوة. (٥) الديار: هي المنازل والمساكن. (٦) الغلبة. (٧) أكثر عددا من عدوكم. (٨) أي بعثناهم ليسوءوا، فهي لام ((كي)) . (٩) ليدمروا ما استولوا عليه. [.....] (١٠) مهادا.