جبل الطّور، وآتاه الله النّبوة والتّوراة، وجعله رسولا إلى فرعون وقومه، بني إسرائيل، وكانت معجزته الدّالة على نبوّته انقلاب العصا حيّة عظيمة، وإضاءة يده كالشمس المشرقة، وكلفه الله بتبليغ رسالته إلى فرعون وملئه: القوم الفاسقين، وتلك مهمة شاقّة وعسيرة.
قال الله تعالى واصفا هذه المرحلة الجديدة في حياة موسى كليم الله:
لما أتم موسى عليه السلام أكمل المدّتين برعي غنم شعيب عليه السّلام عشر سنين، أراد أن يسير بأهله إلى مصر وقومه، وقد أحسّ لا محالة بالترشيح للنّبوة، وكان رجلا غيورا لا يصحب الرفاق، فسار في ليلة مظلمة باردة، فأخطأ الطريق، واشتدّ عليه وعلى زوجته البرد، فبينا هو كذلك إذ رأى نارا، وكان ذلك نورا، من نور الله تعالى قد التبس بشجرة، من العلّيق أو الزعرور أو السمرة، فقال لأهله:
ابقوا في مكانكم أو أقيموا، إني رأيت نارا، لعلي آتيكم منها بخبر عن الطريق، أين
(١) آنس: أحسّ بالبصر، وأبصر بوضوح. (٢) عود فيه نار. (٣) تستدفئون. (٤) تتحرك بشدة. (٥) حيّة خفيفة في السرعة. (٦) لم يرجع على عقبه ولم يلتفت. (٧) أي داء برص ونحوه. (٨) ضم إلى صدرك. (٩) ضمّ يدك إلى صدرك يذهب عنك الخوف من الحية.