إن إيجاد دولة قوية معززة بقيمها وأنظمتها وأنشطتها وقوة أبنائها، واعتمادها على ذاتها جهادا وتضحية، وتصنيعا وزراعة واتّجارا، هو ما أراده الله من إنزال الشرائع، وإرسال الرسل، وفيه الخير والعزة والمنعة والحفاظ على الكرامة والحقوق.
[وحدة أصول الشرائع]
أرسل الله تعالى الرسل بالبيّنات والمعجزات لمهام عظمي، لإقامة نظام المجتمع القوي المتين الفاضل، بالكتاب الإلهي، والعدل، وصلابة الموقف وازدهار الصناعة، ثم أتبع ذلك ببيان وحدة الرسالات الإلهية والنّبوات والشرائع في أصولها من عهد نوح وإبراهيم، ثم موسى وعيسى عليهم السّلام، إلى عهد خاتم النّبيين صلوات الله وسلامه عليه، وهذا واضح في الآيات الآتية: