استبدّ البغي والغرور بقارون الثّري المترف، وسيطر الكبرياء والعجب والتّجبر على نفسه، فأراد إظهار ما لديه من الثراء والقدرة على الملابس والمراكب وزينة الدنيا ومفاتنها، فافتتن أهل الدنيا باستعراضه الفاخر وتمنّوا أن يكونوا مثله، ولكنّ أهل العلم والمعرفة المتيقّظين لحقائق الدنيا ومظاهرها حذّروا من هذه الفتنة، ووجّهوا إلى العمل الأخروي الباقي. وكانت العاقبة كما قدّروا، فخسف الله بقارون الأرض، ودمّر دوره وممتلكاته، واستيقظ الناس على هذا المصير المشؤوم، وأرشدتهم صحوة العقل والدين إلى أن زوال الدنيا سريع، وأن خطر العقاب لكل عات متمرد قريب، قال الله تعالى مبيّنا هذه الخاتمة لقارون:
(١) في مظاهر غناه. [.....] (٢) الويل: الهلاك أو العذاب. (٣) لا يتلقى المثوبة. (٤) أي بل إن، وكلمة: وي للتعجب، وكأن للتشبيه، والمراد: ألم تر أن الله. (٥) يضيق على من يشاء. (٦) ألم تر أنه لا يفلح.