أخرج ابن جرير عن أبي صالح قال: قالوا: لو كنا نعلم أي الأعمال أحبّ إلى الله وأفضل؟ فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ.. الآية، فكرهوا الجهاد، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢) يا أيها الذين صدقوا بالله ورسوله، ألا أرشدكم إلى تجارة نافعة رابحة؟! وهذا أسلوب فيه ترغيب وتشويق، والمراد بالتجارة هنا العمل الصالح، ونوع التجارة:
هي أن تواظبوا على الإيمان بالله ورسوله، وتخلصوا العمل لله، وتجاهدوا من أجل إعلاء كلمة الله ونشر دينه بالأنفس والأموال، والأموال مقدمة للإعداد الحربي، لبدء الاستعداد بها.
وكلمة خَيْرٌ إما للتفضيل أي خير من كل عمل، أو إخبار أن هذا خير في ذاته ونفسه.
(١) التجارة في الأصل: تبادل البيع والشراء لأجل المكسب، المراد بها هنا: العمل الصالح. (٢) أي أنصار دينه ورسوله. (٣) أي خلصاؤه وأصفياؤه، وخلصاء الأنبياء عليهم السّلام. (٤) جماعة. (٥) غالبين.