المراد من آية وَمَنْ أَظْلَمُ.. الرّد على المشركين الذين يزعمون أن الأصنام شفعاؤهم عند الله، وهذا محض الافتراء على الله تعالى، ومعنى الآية: لا أحد أشد ظلما ممن افترى الكذب على الله تعالى في صفته أو حكمه أو وحيه، أو زعم وجود شفعاء له من دون إذنه، أو ادّعى أن لله ولدا من الملائكة أو من البشر الأنبياء أو الرّسل أو الأولياء. أولئك الواقعون في الكفر يعرضون على ربّهم، أي يحاسبهم ربّهم حسابا شديدا، ويقول الشهود من الأنبياء والملائكة: هؤلاء الذين كذبوا على ربّهم وافتروا عليه، فلعنة الله على الظالمين، أي إنهم مطرودون من رحمة الله تعالى.
وإن هؤلاء الظالمين يردّون الناس عن اتّباع الحق والإيمان والطاعة، ويريدون أن
(١) أي الشهداء أو الشهود من الأنبياء والملائكة. (٢) يطلبونها معوجة. (٣) فائتين من العذاب بالهرب. (٤) يختلقون من ادّعاء الشريك لله. (٥) أي حقّا وثابتا أو لا محالة. (٦) أي خشعوا وأخلصوا لله واطمأنّوا إليه.