إليها من إسْكندرية إلى الشَّاش، ولم يدخل البَصْرة ولا هَرَاة ولا بلاد فارس ولا سِجِسْتَان ولا أَذْرَبيجَان، ولما رجع من الرِّحلة كانت كتبه فيما قيل أربعين حِمْلًا.
وقد قيل: إن أحدًا من الحُفَّاظ لم يسمعْ ما سمع، ولا جمع ما جمع.
وكان يقول: طفت الشَّرق والغرب مَرَّتين (١).
روى عنه: أبو الشيخ -وهو من شيوخه- والحاكم، وأبو نُعَيم، وغُنْجار، وتمام الرَّازي، وأبو سَعْد (٢) الإِدْريسي، وحمزة السَّهْمي، وأحمد بن الفَضْل الباطِرْقَاني، وأحمد بن محمود الثَّقفي، وأبو الفضل عبدُ الرَّحمن بن أحمد بن بُنْدار، وأولاده: عبدُ الرَّحمن، وعبد الوهَّاب، وعُبيد الله، وآخرون.
قال الحاكم: التقينا ببُخَارى سنةَ إحدى وستين، وقد زاد زيادةً ظاهرة، ثم جاءنا إلى نَيسَابور سنة خمس وسبعين ذاهبًا إلى وطنه. قال شيخنا أبو علي الحافظ: بنو مَنْدَه أعلام الحُفَّاظ في الدُّنيا قديمًا وحديثًا، ألا ترون إلى قريحة أبي عبد الله؟
وقيل: إن أبا نُعَيم ذُكِرَ له ابن مَنْدَه، فقال: كان جَبَلًا من الجِبال.
وقال الباطِرْقاني: كتبَ إمامُ دهره أبو أحمد العَسَّال إلى ابن منده وهو بنيسابور في حديث أشكل عليه، فأجابه بإيضاحه وبيان عِلّته.
(١) "طبقات الحنابلة": ٢/ ١٦٧، وفيه "فلم أتقرب إلى كل مذبذب، ولم أسمع من المبتدعين حديثًا واحدًا". (٢) في الأصل: أبو سعيد، وهو تصحيف.